ذكريات

تذكرني ليلة العيد بأيام مضت وولت، تذكرني ببيتنا القديم الذي كانت تملأه كل السعادة والفرحة في مثل هذا اليوم، كنا نجتمع صغارا وكبارا ونتحدث ونملأ البيت ضجيجا ولا ننام إلا متأخرا، لحظات لا تنسى ولا يستطيع أي يوم أن يعوضها، نتشاجر ونضحك ونصرخ ونقهقه ونملأ البيت حركة.
ننتظر الصباح بفارغ الصبر كي نرتدي ملابس العيد ونلتقي بكل الأصدقاء وننطلق للعب بكل حرية.
أتذكر اليوم، واليوم بالذات أختي التي ابتعدت كثيرا، أتذكر شجاراتنا الصغيرة صغر أحجامنا، أتذكر عنادنا واشتباكاتنا الطفولية، أتذكر حين كنا نفتن على بعضنا ونرجع مباشرة للهو دون ضغينة، بكل براءة، كنا نحيى متحررين من كل حقد، لم نكن نفهم لغة الأنا... أحن إلى مثل تلك الأيام التي تركت بداخلي ذكريات لا تحصى أبدا وحفرت بأعماقي ملايين الأشياء التي لازلت أحس بمعناها إلى الآن.
إكتشفت مع مرور الوقت أن الدنيا تتعقد كلما ازددنا تعمقا في تفاصيلها.
كانت بسيطة في نظرنا عندما كنا أبرياء،عندما كنا نضحك من الأعماق بدون تصنع عندما لم نكن نفهم نظرات الآخرين؛أهي نظرات كراهية أم حب،إشمئزاز أم إعجاب..
عندما كنا نفرح بأبسط شئ،عندما كانت لعبة حقيرة تجعلنا نغرق في منتهى النشوة والإستمتاع...
عندما كنا نحب بل نعشق من الأعماق عندما كان عالم الزيف والخداع منعدم الوجود في قاموسنا...
عندما وعندما وعندما...
اليوم بعدما فهمنا كل ما يدور حولنا على حقيقته إنعدم مفهوم البساطة من ذلك القاموس البرئ واستبدل بالكثير من مصطلحات جعلت الحياة معقدة في أعيننا...
ولكن رغم كل هذا ومهما تغيرنا إلا أنني حقيقة لازلت أفرح حين يقترب العيد وتغمرني سعادة قصوى تماما كأيام الصبا وأشتاق للصراخ والجري واللعب، ورغم النضج لم تمت بداخلي تلك الطفلة البريئة التي تنتظر وصول العيد بفارغ الصبر كي ترتدي ملابس العيد الجديدة^^


عيدكم سعيد.