الثلاثاء، 10 مايو 2011

الطائر الجريح




حلمت البارحة بطائر يتجه نحوي ناشدا النجاة من الموت طالبا آملا في الحياة بين يدي، لم يعد يبحث عن الحرية ولا عن التحليق في عرض السماء الزرقاء، فهي كذلك لم تعد آمنة واستحال لونها إلى سواد يقبض الأنفاس، كان هناك شيئا وراءه، يتبعه بهمجية، يقتفي أثره محاولا النيل منه بأية طريقة، لم أرى ذلك الشئ لكنني كنت متأكدة من وجوده فقد قرأت الخوف الجلي في عيني الطائر ذي القلب الجريح...

دفعتني قوة سحرية للإسراع نحوه والإمساك به واحتظانه بداخلي، غمرتني سعادة قصوى لتخليصه من أيادٍ عليلة باتت تتربص بأمنه واستقراره وتهدد حريته واطمئنانه... وعدته بأمان أحاول أن أبقي منه شيئا بداخلي كي أستمر وبحرية أنقب عنها في كل مكان ويبقيني أملي في الوصول إليها يوما... مع ذلك فقد كنت جادة في وعودي فأنا أستطيع أن أوفر لطائر كل الأمان ومنتهى حرية التغريد وإن كانت داخل قفص يملأ جنباته الصدأ!!

ظللت ماسكة إياه بين يدي محاولة خلق القليل من الدفئ بين جنبيه ولما جن الليل توجهت إلى الشرفة ووضعته هناك داخل قفص حصين ووضعت له من الماء والأكل ما يكفي وغطيته بمنديل أسود كي أمنحه المزيد من الدفئ والإطمئنان وتوجهت للنوم في هدوء لا يشوبه كدر، سعيدة بمنح حياة جديدة لكائن جميل يمضي وقته في التسبيح لله.

نمت نوما عميقا على أمل الإستفاقة على زقزقة الصديق الجديد، في الصباح إكتشفت أنني لست وفية للوعود التي قطعتها على نفسي ولا أستطيع تلبية العهود التي تلوتها أمام غيري رغم حرصي على ذلك، وعدته بالأمان ووضعته جنبا إلى جنب وقنينة الغاز التي خنقتني رائحتها القوية الليلة الماضية لتكون سببا في سلبه الحياة التي حرص عليها حرصه على ارتمائه في أحظان الموت...

من يدري، ربما كان الموت خير له من الإستمرار في حياة الذل والهوان.

هناك 13 تعليقًا:

  1. تدوينة ذكرتني عندما وجدت عصفورا جميلا ،انه السنونو ،كان جريحا فحملته الى المنزل ،هناك بحثت له عن مأوى في غرفتي ووضعت له اكلا وقليلا من الماء ،نمت سعيدا لاني اخيرا سأربي طائرا
    في الصباح وجدته نافقا
    لم يكتب لنا ان تكون اصدقاء
    هكذا الحياة
    بعدها وجدت طائرا له رأس كبير نسميه حدو بوقرو ربيته يوما ثم مات لكن حكايتي مع تربية الطيور بدأت منذ الصغر ... قصة طويلة يجب ان اخصص لها تدوينة
    سلام

    ردحذف
  2. لكن بدات القصة كحلم ولم تستفيقي في النهاية ...مات العصفور ولم يدق جرس المنبه ليقول أنك تحلمين فقط ...تدوينة رائعة ...داز هنا كما العادة ...

    ردحذف
  3. السلام عليكم


    من يدري، ربما كان الموت خير له من الإستمرار في حياة الذل والهوان.

    لا ادرى ربما كنت افضل ان يقاوم الموت ويناضل فى الحياة ويواجه الهوان والذل بكبرياء وعزة :)

    كلماتك اختى لها اسقاطات كثيرة وكل يراها ويقرأها من وجهة نظره هو
    لكنها راقت لى جدا برغم الحزن الذى فيها

    شكرا لك حبيبتى
    دمت بكل خير تحياتى لك

    ردحذف
  4. من يدري ربما كان ذلك الموت أهدئ لنفسه
    وأمان له أكثر من الحياة "
    ؛؛
    ؛
    مصافحة أولى
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    reemaas

    ردحذف
  5. لا أدرى إن كلن حلم أم حقيقة .. ولكته شعور محزن أن ينتهى حياته عند ذلك الحد .. وانا احس بشعورك النبيل نحو ذلك الطائر الصغير اللذى احتمى بك .. كثيراً تصادفنا فى حياتنا أشياء كتلك ولا تحس بها اللا القلوب المرهفة مثلك ..

    أظن إنه كان يعانى من علة ولذلك هبط الى الأرض ..
    لا بأس أراك لديك رغبة لتربية طيور أو حيوانات صغيرة فأنتى مؤلة لذلك ..

    بوست أعجبنى به عبرة و حكمة

    تحياتى لك

    ردحذف
  6. اعتقد بأن الموت كان له راحة من كل ما أصابه ..

    استمتعت بالقراءة ..

    دمت بخير.

    ردحذف
  7. رائعة جدا تلك المدونة التى تسمو الى آفاق النفس وتحلق فى دنيا الخيال عن اللمس مع تحياتى فى الغد وفى الأمس (ابراهيم خليا --رئيس تحرير جريدة التل الكبير كزم).

    ردحذف
  8. يسرى ..

    أين أنتِ ؟؟

    ردحذف
  9. الأحلام كم يعنفها الكبار .. عندا تصحو بالنهار .. لكن بعض الأحلام تتحق .. عندما الفكر يدار .. أو تطرح حينها الأفكار .. العصفور يشدو .. وتغرد الأطيار والكل يبح الواحد القهار .. الحقيقة المدونة رائعة واعجبتنى وترار بحكمة وتبحث عن هدف لتملأ الخضرة القفار .. تحياتى وارجو التوفيق والأستمرار .. واشكر أميلكككك لككن خالى الوفاض لم أفهم مابة وارجو الأتصال على ت: 0118373154.. لحاجتنا الى مراسلين كبار حتى من القراء الأعزاء ل (جريدة التل الكبير كوم ) وهى على النت وواسعة ألأنتشار ..واشكرك على زيارة مدونتى (مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل --ورئيس تحرير جريدة التل الكبير كوم).

    ردحذف
  10. الجملة الأخيرة حروفها و معانيها من ذهب .
    ذكرني نصك بطائر جريح أخر اغتاله قط أمام عيني كان ذلك مرعبا.. فقلت نحن لا نتحمل قتل طائر أو جرحه لكننا ألفنا كل يوم جروحا من نوع أخر تتابع على شاشة التلفاز ..
    دمت بخير و سلام يسرى
    كنت هنا .  

    ردحذف
  11. طائرك الجريح أجده في قصيدة كتبتها
    فطائلكِ الجريح هو Mon Aigle Noir

    http://moichimere.blogspot.com/2012/01/laigle-noir.html

    ردحذف
  12. يكفي لااريد ان ان اكون قصه اخرى يندم عليها العالم باسره

    ردحذف
  13. بدو توسيع اكتر حسيتو صغير

    ردحذف